المجتمع كمصدر للعقلانية والوعي لدى دوركايم
تشير محاولة إدراك طبيعة عقلانية السلوك ومصدرها من وجهة نظر دوركايم إلى تأثره بحقيقتين أساسيتين ،
الأولى :
أن عقلانية السلوك تأتيه من الخارج أساساً ، حيث نجد تأثراً في ذلك بالمثالية الألمانية خاصة المثالية الموضوعية لهيجل التي تؤكد أن الفكرة الشاملة أو العقل الكزني رشيد بطبيعته وأن تطوره يعتمد على نشر العقلانية في الواقع الذي يعني تعقله ومن ثم تطابقه مع مقتضيات العقل الكوني ، بل إننا نجده يؤكد في أحيان كثيرة أن عقلانية الإنسان تتأكد إذا هو قد تطابق مع العقل الشامل أو عبر عنه ، وأن عظمة رجال التاريخ تتحقق إذا هم تكيفوا مع هذا العقل الكوني أو الفكرة المطلقة ، بالإضافة إلى ذلك فإن تأكيده على المصدر الخارجي للعقلانية ظهر كرفض للموقف المنفعي الذي يؤكد أن للإنسان الفرد عقلانيته الخاصة المستندة إلى حسابات اللذة والألم الناتجة عن سلوكه الفردي ، فهي عقلانية داخلية محكومة حكماً بيولوجياً ومحتمة بعوامل لا اجتماعية يرفضها دوركايم ،