المجتمع الافتراضي
- المجموعة: الركن الهادئ
- تاريخ النشر
- د.مولود
- الزيارات: 5809
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سأتناول هنا موضوع مهم وهو موضوع ( المجتمع الافتراضي ) ولا أدعي أنني أقدم هنا بحثاً علمياً متكاملاً يتّبع المنهجية العلمية بقدر ما أردت أن أتناول هذا الموضوع المهم ولو بالقدر اليسير من المعلومات التي من الممكن أن تضع بين أيدينا مؤشرات يجب الانتباه إليها والتعامل معها بالطرق التربوية والدينية والثقافية الصحيحة المجتمع الافتراضي The hypothetical society أصبح للتقدّم التكنولوجي الذي حصل خلال العقدين الأخيرين طفرته التي بقدر ما احتوت من الايجابيات بقدر ما رافق ذلك من السلبيات خاصة في مجال استخدامات شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) ومن المجالات المهمة في هذا الشأن إقامة المجتمعات الافتراضية من خلال المنتديات التي تقام على الانترنت
والتي يتذبذب استخدامها بين ما هو ايجابي وما هو سلبي . ومع الإقبال الكبير على مواقع الحياة الافتراضية فقد تطورت بحيث أصبحت أيضا مواقع يلتقي فيها من تجمعهم اهتمامات مشتركة ، إلا أن التطور لم يقف على المواقع الافتراضية ، فقد انقلبت الآية وأصبحت نوادي حقيقية تقدم فرصة لروادها لأن يعيشوا حياة مختلفة داخلها، يمكنهم خلال هذه الحياة أن يرتدوا ملابس الشخصية التي يريدونها ، ويلعبوا الدور الذي يحبونه ، بعبارة أخرى أصبحت بعض النوادي الكبيرة في بريطانيا ، مثل نادي "أوشيانا" ، تقدم فرصة لروادها لأن يعيشوا ما يشبه الحياة الافتراضية في الواقع. وبذلك جمعت هذه النوادي بين ميزتين: إمكانية القيام بدور مختلف وحياة مختلفة عن حياة الفرد المعتادة ، بالإضافة إلى إمكانية أن تلتقي بأفراد حقيقيين ، وليس مجرد شخصيات افتراضية كما هو الحال على الانترنت. وتتوقع ( ليزلي جيفين ) المتخصصة في علم المستقبليات Futurology في مؤسسة BT البريطانية أن تتطور العلاقة بين الحياة المختلفة التي يمكن أن تمارسها في مثل هذه النوادي ، والحياة الافتراضية التي يمكن أن تمارسها عبر الانترنت إلى درجة من الاندماج . أما أشكال هذا الاندماج فهي كثيرة ، من أبرزها إضافة لمسات شخصية على الشخصية الافتراضية التي تريد ممارستها ، ومن ثم يمكن أن تكون الشخصية التي تمارسها في النادي لها معادل على موقع للحياة الافتراضية ، وعلى سبيل المثال إذا كنت تمارس شخصية نجم سينما في تلك النوادي يمكنك أيضا أن تكون ذات النجم السينمائي على موقع افتراضي ، وتمضي جيفين لتقول إن الأمر يمكن أن يتطور أكثر، فيمكنك أن تتجول في شوارع المدن الافتراضية وتلتقي بأحد الأفراد ، وتتحدث معه ، ثم تطلب منه الحديث معك عبر الهاتف المحمول في الحياة الحقيقية. ( مستقبلا قد تستطيع التنقل بين الحياتين بسهولة ) وتضيف أن التداخل بين الحياة الافتراضية والحياة الحقيقية يمكن أن يمثل مادة خصبة لأفلام الخيال العلمي . كما أنه من الممكن أن تستغل هذه المجتمعات الافتراضية لتقديم خدمات ايجابية كإقامة علاقات جدية وجديدة بين أفراد بعض القرى التي هجرها سكانها لأسباب متعددة ... وذلك بالإعلان عن إقامة مشاريع بها وأخذ رأي أولئك السكان في كيفية الرقي بقُراهم . وحذر بعض العلماء والمختصين من تفاقم ظاهرة المعاكسات المتحولة من الواقع المرئي إلى عالم الانترنت وصعوبة اقتفاء أثر المعاكسين في الشبكة العنكبوتية ، وأبدى البعض قلقه من غياب الرقابة على تلك الوسائل وصعوبتها ، وقالوا إن ذلك يعني أننا مخترقون في منازلنا مما يستوجب التحرك لرصد درجة خطورة هذا الوضع ، وضرورة تحمل المسؤولية الاجتماعية من قبل الأسرة والمجتمع ، والحذر من المعاكسين وخطورتهم ، باعتبار أن غايتهم من المعاكسة ناتجة عن قلة تهذيب واحترام المجتمع وأفراده وقوانينه ، حيث يجب مراقبة مقاهي الانترنت لبعدها عن رقابة الأهل ، واستخدام الجهات المسؤولة لخاصية الحجب للحد من ظاهرة الاستعراض الشخصي في الانترنت ، واختيار المشرفين على المقاهي بدقة ، إضافة لإعداد الدراسات والبحوث كي لا ينشأ بيننا جيل منفصل عن قيمه السائدة يستمد سلوكياته وثقافته من المجتمع الافتراضي . فالمنتديات إذاً هي مجتمعات افتراضية تحاكي المجتمعات الواقعية لذا فإنه يجب على أعضائها ما يلي : ـ التحلي بالأخلاق الفاضلة ليكون العضو قدوة للآخرين . ـ التعامل مع غيره من الأعضاء بكل أدب ولباقة وحسن خلق . ـ أن يكون العضو منتجاً للفائدة ، أي أن يقدم كل ما هو مفيد لأعضاء المنتدى . ـ أن يحترم الرأي الآخر مهما كان مخالفاً لرأيه وأن يقول هو رأيه بصراحة ودون تجريح . ـ أن يحفظ حقوق الآخرين الأدبية بأن يذكر اسم صاحب الموضوع الأصلي أو يشير إلى أنه منقول على الأقل . ـ نظراً لأن المجتمع الافتراضي قد تكون لديه القدرة في التأثير على المجتمع الواقعي فيجب على عضو المجتمع الافتراضي عدم الإسفاف في الكلام وعدم استخدام الكلمات البذيئة وعدم الخروج عن قيم ومعايير المجتمع الواقعي . حاولت جاهداً أن أوضح الصورة الحقيقية للمجتمع الافتراضي واستعنت ببعض مصادر الأخبار كي يكتمل الموضوع على أمل أن تتم قراءته والاستفادة منه والله من وراء القصد --- اقرأ الردود التفاعلية على الموضوع في ملتقى النخبة